بيان رسمي

التضامن حق جامع لكل الإنسانية

التقدم البشري لم يكن ليتحقق لولا الأشخاص و الجماعات الذين عبروا كل أنواع الحدود على مدى التاريخ. الهجرة تعني نعم للحياة، الهجرة سبيل لوحدة الشعوب و تواصلها و تبادل المعارف و تعارف الثقافات و الأديان. الهجرة ضرورية للمضي قدما نحو ثقافة اللقاء الحقيقي. نطالب بحق كل إنسان في الهجرة.

في عصرنا هذا نعاني من ديناميكيتين ضارّتين مرتبطتين ارتباطا وثيقا: فمن جهة، نعاني من وحشية القوى الكبرى و الشركات متعددة الجنسيات التي تسعى للحفاظ على مصالحها اللاإنسانية، و من جهة أخرى العجز السياسي الواضح لمقاومة إمبراطورية القوى الإقتصادية. و تتسبب هاتان الديناميكيتان في هلاك غالبية سكان العالم التي ترضح تحت معاناة الفقر و الجوع و الحروب، و النتيجة موت ضحايا أبرياء و الدفع بآخرين نحو الهجرة القسرية. نطالب بحق كل إنسان أن لا يضطرّ للهجرة.

تشكل الحدود اليوم الدليل القاطع على فشل السياسة. إنها سياسة تخدم المصالح الإقتصادية الظالمة على حساب الدفاع عن الديمقراطية و حقوق الإنسان و الصالح العام. ففي الوقت الذي يتمتع به الرأسمال بالحدود المفتوحة على عواهنها، يتمّ غلقها بإحكام في وجه مهاجرين الدول المفقّرة الذين لا يجدون عند وصولهم إلى حدود الدول الغنية سوى الموت و الاحتقار و الاضطهاد. غالبا ما تكون الدول التي شاركت في نهب الخيرات و تسببت في الحروب و اتبعت سياسات إقتصادية كارثية في البلدان المفقرّة هي نفسها التي ترفض استقبال المهاجرين الفارّين من تلك الكوارث و الأوضاع. في حالات قليلة يتمّ استغلال الحدود لاختيار الفقراء الصالحينو في الوقت الذي تحدّده المصلحة الأنانية في عملية تذكر بزمن العبودية. إنه ظلم مزدوج. نطالب بالتزام الجميع بمكافحة أسباب الفقر و الحروب.

لن ندع الخوف يسيطر علينا و لا العجز أن يأخذ من عزمنا. التضامن كان دائما و لا يزال القوّة الأساسية للمستضعفين. لقد رأينا كيف ناضل و عمل من لا قوة لهم و لا حول، رأينا كيف انتظم برفق و بلا عنف من لم تكن لهم أي إمكانيات، رأينا الكرامة في كثير من النساء و الرجال الذين بذلوا أنفسهم و كلّ شيء في سبيل الحياة الكريمة. نريد أن نوحّد جهودنا. نأمل و كلنا ثقة و كما علّمنا التاريخ أننا نحن المستضعفين نستطيع أن نحقق التغيير. نتعهد بالعمل بتضامن ضد الظلم المتجسد في الحدود السياسية لعالم اليوم.

و عليه، و كبادرة عالمية لهذا الالتزام، ندعو للسنة الرابعة على التوالي إلى صوم عالمي للتضامن مع المهاجرين. نتوجه بالدعوة إلى جميع المنظمات و التجمعات و الهيئات و العاملين في مختلف الميادين ذات العلاقة بالهجرة و المهاجرين الذين يعانون مختلف أنواع الظلم في كل مكان في العالم. ندعوكم للانضمام إلينا يوم الثامن عشر من ديسمبر 2016، و هو اليوم الدولي للمهاجرين. و نقترح فعل ما يلي:

  • الدعوة إلى صوم تضامني مع المهاجرين يوم الثامن عشر من ديسمبر

  • تنظيم فعاليات لإظهار هذا الصوم و شرح مقاصده.

  • توقيع و نشر هذا البيان.